قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ مَثَلَ الْمُؤْمِنِ لَكَمَثَلِ النَّحْلَةِ أَكَلَتْ طَيِّبًا وَوَضَعَتْ طَيِّبًا وَوَقَعَتْ فَلَمْ تَكْسِر ولم تُفْسِد». انتهى الحديث، فقد شبّه الرسول صلى الله عليه وسلم المؤمن بالنحلة، والتشبيه إما أن يكون كليا أو جزئيا أو كلا بكل أو جزءا بجزء، والصحيح أن التشبيه في الحديث تشبيه كلي بكلي.. وليس تشبيه كل صفات المؤمن بصفات النحلة أو بعض أجزائه ببعض أجزاء النحلة..
ومعنى تشبيه الكلي بالكلي أي تشبيه النوع بالنوع من حيث النفع.. فتكون كل الصفات المحمودة في النحلة موجودة في المؤمن، وعدد منها الرسول صلى الله عليه وسلم ما هو جدير بالتنبيه، وترك للسامع بقية المقارنة والموازنة.
النحل دون غيره من الحشرات، فليس ثم من الحشرات ما ينفع نِتاجه مثل النحل.. وليس من الحشرات ما ينتقي ما يقع عليه مثل النحل.. ورعي النحل للزهور وأعواد الورود وبساتين البراعم رعي حنون، فهي لا تهجم هجوم الجراد، ولا تعيث عيث الزنابير، كما أن رعيها للزهور تلقيح لها لتثمر، وتهييج للمياسم لتنتج..
فالنحل لا يمتص إلا رحيق الأزهار الفواحة.. لذا كان أطيب العسل البري الجبلي الذي ينتقي فيه النحل زهوره بنفسه لا بانتقاء الناس له..
والعسل الخارج من بطنها من أطيب الإفرازات الحيوانية وأنفعها على الإطلاق، ولذلك امتدحه القرآن وامتن به الله تبارك وتعالى.
والنحل ليس من نوع الحشرات الذي يهيج ويفسد كالجراد والزنابير، حتى خلاياه يشيدها بعيدة عن مرمى البصر ومتناول الأيدي حتى لا يؤذي أحدا بها..
والنحل بطبعه لا يلدغ إلا من آذاه.. وهو يسيح في كل مكان، إذا رأى حيوانا أو بشرا تحاشاه، وليس كالزنابير التي قد تثور لأقل حركة.. العمل.. بل يعمل في صمت، ولا ينتظر منصبا أو مكانة في خليته.. بل يعمل وهو يعلم أن مصيره الموت..
وفي عالم النحل صفات نبيلة يعلمها من تبحر في علم الحشرات، وقد ضرب لنا الرسول صلى الله عليه وسلم المثل في النحل فيما يعرفه عامة الناس ليكن أقرب للفهم، وأدنى للتأمل والتبصر والاقتداء.. والآن..!
كيف هي صفات المؤمن.. على ضوء تشبيه النبي صلى الله عليه وسلم له بالنحل؟
إن المؤمن طيب.. فمعدن الإيمان في قلبه ينفي الخبث ويطرد الدنيء..
فإذا طاب المؤمن وطاب معدنه صار محلا للطيبات.. وموئلا للجمائل..
فلا ترى المؤمن يقبل إلا الطيب..
كسبه طيب.. ونفقته طيبة.. وكلامه طيب.. وعمله طيب.. وعبادته طيبة.. مطعمه طيب.. ومشربه طيب.. وملبسه طيب..
فاستحق أن تقول له ولإخوانه الملائكة يوم الدين:
سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين.
فالجنة دار طيبة.. أعدت للطيبين..
والمؤمن طيب.. لا يَقبل إلا طيبا، ولا يُقبِل إلا على الطيب.
Makarem@sghgroup.net
ومعنى تشبيه الكلي بالكلي أي تشبيه النوع بالنوع من حيث النفع.. فتكون كل الصفات المحمودة في النحلة موجودة في المؤمن، وعدد منها الرسول صلى الله عليه وسلم ما هو جدير بالتنبيه، وترك للسامع بقية المقارنة والموازنة.
النحل دون غيره من الحشرات، فليس ثم من الحشرات ما ينفع نِتاجه مثل النحل.. وليس من الحشرات ما ينتقي ما يقع عليه مثل النحل.. ورعي النحل للزهور وأعواد الورود وبساتين البراعم رعي حنون، فهي لا تهجم هجوم الجراد، ولا تعيث عيث الزنابير، كما أن رعيها للزهور تلقيح لها لتثمر، وتهييج للمياسم لتنتج..
فالنحل لا يمتص إلا رحيق الأزهار الفواحة.. لذا كان أطيب العسل البري الجبلي الذي ينتقي فيه النحل زهوره بنفسه لا بانتقاء الناس له..
والعسل الخارج من بطنها من أطيب الإفرازات الحيوانية وأنفعها على الإطلاق، ولذلك امتدحه القرآن وامتن به الله تبارك وتعالى.
والنحل ليس من نوع الحشرات الذي يهيج ويفسد كالجراد والزنابير، حتى خلاياه يشيدها بعيدة عن مرمى البصر ومتناول الأيدي حتى لا يؤذي أحدا بها..
والنحل بطبعه لا يلدغ إلا من آذاه.. وهو يسيح في كل مكان، إذا رأى حيوانا أو بشرا تحاشاه، وليس كالزنابير التي قد تثور لأقل حركة.. العمل.. بل يعمل في صمت، ولا ينتظر منصبا أو مكانة في خليته.. بل يعمل وهو يعلم أن مصيره الموت..
وفي عالم النحل صفات نبيلة يعلمها من تبحر في علم الحشرات، وقد ضرب لنا الرسول صلى الله عليه وسلم المثل في النحل فيما يعرفه عامة الناس ليكن أقرب للفهم، وأدنى للتأمل والتبصر والاقتداء.. والآن..!
كيف هي صفات المؤمن.. على ضوء تشبيه النبي صلى الله عليه وسلم له بالنحل؟
إن المؤمن طيب.. فمعدن الإيمان في قلبه ينفي الخبث ويطرد الدنيء..
فإذا طاب المؤمن وطاب معدنه صار محلا للطيبات.. وموئلا للجمائل..
فلا ترى المؤمن يقبل إلا الطيب..
كسبه طيب.. ونفقته طيبة.. وكلامه طيب.. وعمله طيب.. وعبادته طيبة.. مطعمه طيب.. ومشربه طيب.. وملبسه طيب..
فاستحق أن تقول له ولإخوانه الملائكة يوم الدين:
سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين.
فالجنة دار طيبة.. أعدت للطيبين..
والمؤمن طيب.. لا يَقبل إلا طيبا، ولا يُقبِل إلا على الطيب.
Makarem@sghgroup.net